اقتضت حكمة الله تعالى أن يُنشِّأَ خاتم أنبيائه وأكرم رسله تنشئة خاصة، فهيأ له من الأسباب أفضلها، ومن الأحداث أخيرها، كي يسير وفق المنهج الذي أراده الله له. فكيف كانت نشأته صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت بداية حياته؟ هذا ما سنعرفه في هذه الكلمات :
نشأ صلى الله عليه وسلم في أسرة كريمة وعريقة هي الأسرة الهاشمية التي هيأت له أسباب الرعاية، واهتمت به اهتماماً بالغاً بسبب يتمه، فقد مات أبوه وهو في بطن أمه، فتولى أمره جده عبد المطلب، فاعتني به أفضل عناية ورعاه حق الرعاية، وأختار له من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأة من بني بكر وهي حليمة السعدية فنشأ أول حياته في بادية بني سعد، فأولته حليمة عنايتها وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين، لما رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمه -بعد أن أكمل سنتيه- و أقنعتها بأن يرجع معها، قالت حليمة: وهي تروي خبرها، فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرجو من بركته، فكلمتُ أمه ، وقلت لها : لو تركت ابنك عندي حتى يشتد عوده، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا.
وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابيأنس رضي الله عنه، كما في "الصحيحين" قال: أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه -أي خاطه-، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- فقالوا لها: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون -أي قد تغيَّر لونه-.
فخشيت عليه حليمة بعد هذه الحادثة، فردته إلى أمه، فمكث في رعايتها إلى أن بلغ من العمر ست سنين، فتوفيت أمه، فكفله جده عبد المطلب فحنَّ عليه ورقَّ له رقة شديدة، حتى إنه من شدة حبه له واعتنائه به، كان يقدمه على سائر أبنائه ويؤثره عليهم، ولما بلغ من العمر ثماني سنين توفى جده عبد المطلب، فكفله عمه أبو طالب وقام بحقه حق القيام، فضمه إلى أولاده، وقدمه عليهم واختصه باحترام وتقدير زائدين، واستمر أكثر من أربعين سنة يعزز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويُخاصم من أجله .
أما من ناحية الأعمال التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم، فلم يكن له عمل معيَّن في أول شبابه ، إلا أن الروايات تواترت في أنه صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال لخديجة رضي الله عنها، ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوجها، وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معين له على أعباء الحياة، ومن ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمَاَّ نزل عليه الوحي.
وبالجملة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم نشأَ نشأة خاصة، تحت العناية الإلهية، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفات حميدة، وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم أمانة، حتى سماه قومه " الأمين ".
وكان كما وصفته أم المؤمنينخديجة رضي الله عنها : يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق "، فصلوات الله وسلامة عليه .
نشأ صلى الله عليه وسلم في أسرة كريمة وعريقة هي الأسرة الهاشمية التي هيأت له أسباب الرعاية، واهتمت به اهتماماً بالغاً بسبب يتمه، فقد مات أبوه وهو في بطن أمه، فتولى أمره جده عبد المطلب، فاعتني به أفضل عناية ورعاه حق الرعاية، وأختار له من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأة من بني بكر وهي حليمة السعدية فنشأ أول حياته في بادية بني سعد، فأولته حليمة عنايتها وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين، لما رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمه -بعد أن أكمل سنتيه- و أقنعتها بأن يرجع معها، قالت حليمة: وهي تروي خبرها، فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرجو من بركته، فكلمتُ أمه ، وقلت لها : لو تركت ابنك عندي حتى يشتد عوده، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا.
وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابيأنس رضي الله عنه، كما في "الصحيحين" قال: أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه -أي خاطه-، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- فقالوا لها: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون -أي قد تغيَّر لونه-.
فخشيت عليه حليمة بعد هذه الحادثة، فردته إلى أمه، فمكث في رعايتها إلى أن بلغ من العمر ست سنين، فتوفيت أمه، فكفله جده عبد المطلب فحنَّ عليه ورقَّ له رقة شديدة، حتى إنه من شدة حبه له واعتنائه به، كان يقدمه على سائر أبنائه ويؤثره عليهم، ولما بلغ من العمر ثماني سنين توفى جده عبد المطلب، فكفله عمه أبو طالب وقام بحقه حق القيام، فضمه إلى أولاده، وقدمه عليهم واختصه باحترام وتقدير زائدين، واستمر أكثر من أربعين سنة يعزز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويُخاصم من أجله .
أما من ناحية الأعمال التي كان يقوم بها صلى الله عليه وسلم، فلم يكن له عمل معيَّن في أول شبابه ، إلا أن الروايات تواترت في أنه صلى الله عليه وسلم كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال لخديجة رضي الله عنها، ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوجها، وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم، فكانت خير معين له على أعباء الحياة، ومن ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمَاَّ نزل عليه الوحي.
وبالجملة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم نشأَ نشأة خاصة، تحت العناية الإلهية، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفات حميدة، وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم أمانة، حتى سماه قومه " الأمين ".
وكان كما وصفته أم المؤمنينخديجة رضي الله عنها : يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق "، فصلوات الله وسلامة عليه .